7 يوليو 2012

كهانة التطوُّريين في عصرِ العلْم .



لا يعتمد تكنيك الكهانة الحديثة على امرأة ذات شعر طويل أجعد أمامها بلوْرة عجيبة تحرَّك يديْها المُجعدَتيْن حوْلها بطريقة دائرية في تناسق شعوذي رهيب فتظهر لها الماضي والحاضر وأشياء من المستقبل إنْ ظَهَر!.. هذا أسلوبٌ قديم وبدائي جدًا عارٌ على القرد المتطور في عصرنا الحالي أن يستخدمه
, يلجأ قردُنا المتطوِّر الذي يُجيد القراءة والنسخ والطباعة والدفاع عن " معتقداته " حوْلَ أصوله الهمجية والبدائية في قرننا الحادي والعشرين إلى طرق كهانة أكثر حداثة فهو يأخذ المعلومات العلمية المُكتشفة وبيانات الدراسات الحديثة يجمعها ويُصنفها ثمَّ يُطلق العنان لمخيِّلته ليبتكر قصَّة عن أسلافه تُبرر وظيفة أو سلوك أو ميزة معيَّنة في الكائن الحيْ .. وكما تروْن فإنَّ هذا الأسلوب لا يمتُّ بالعلم بصلة بل إلى خرافات وتفسيرات غيْبِيَّة وهميَّة , فهل نرفع له القبَّعة لأنَّه ماديٌ آمن بميتافيزيقياته !؟ آمن بوقوع قصَّة حدثت أحداثها في الماضي السحيق , وهو مَنْ كَتَبَ فصُولها بنفسِه في وقتِه الراهن!!..  { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ }  .

تضع المكتشفات العلمية وبيانات الدراسات الحديثة التطوريين في أزمة كبيرة لن يجدوا عنها مخرجًا إلاَّ أن يؤمنوا بقوَّة عاقلة مريدة قادرة خَلَقَتْ الإنسان كاملاً من أوَّلِ مرَّةٍ وفي أحسنِ تقويم , ولكنهم عمدوا إلى تبريرات من نوع " الكهانة " فوضعوا أنفسهُمِ موضِعَ " شاهد ما شافشِ حاجة! ", ومن أمثلة هذا ما قرأت :
قام الزوجان النوريجيان روبن وراكيل جور Gur أستاذا علوم الأعصاب بعدَّة تجارب لقياس الفروقات الجنوسية في المخ الذكوري والمخ الأنثوي حيْثُ قاما بعرض مجموعات من الصور التي تُبيِّن وجوهًا تحمل تعبيرات مختلفة على مجموعة من الرجال ومجموعة من النساء محل البحث , وطلبا منهم إبداء الرأي حول المشاعر التي تُعبر عنها هذه الصور وكانت النتيجة أنَّ النساء يقرأن تعبيرات وجوه الوجوه بدقة بلغت 90% سواء كانت الصور لرجال أو لنساء , أما الرجال فكانوا قادرين على قراءة التعبيرات بدقة بلغت 90% في صور الرجال و 70% فقط في صور النساء , وهذا يعني تفوُّق النساء على الرجال في قراءة تعبيرات وجوه النساء , مع تساوي قدرات الجنسين في قراءة تعبيرات وجوه الرجال .

وقد أرجع الزوجان جور هذه الفروق إلى أزمان سحيقة كان فيها الرجال البدائيون يتناقشون بحدة حول إمتلاك الإناث وحول الصيد , فكان ضروريًا للرجل أن يكتسب القدرة على إستقراء وجوه الرجال , أما الإناث فلم يعبأ الرجل المُسيْطر بفهم مشاعرهن . هذا في الوقت الذي اكتسبت فيه النساء القدرة على قراءة تعبيرات وجوه الجنسيْن ليحمينَ أنفسهن من بطش الرجال وكيد النساء .(1)


وإني لأتساءل إن كانت قراءة تعبيرات الوجوه تحمي فعلاً من البطش أم هوَ تنمية العضلات وسرعةُ العدو ؟؟ وإن كانتْ ثمَّة نقاشات حادَّة انهمك فيها الذكور فلماذا القدرات اللغوية هيَ من نصيبِ الإناث ؟!!

يظهر هذا التفوُّق في العديد من المهارات اللغوية حيْثُ تبدأ البنات بالكلام قبل الأولاد بحوالي شهر , وفي سنِّ العشرين شهر تمتلك الطفلة رصيدًا لغويًا يعادل ضعف إلى ضعفَيْ مايملكُهُ الطفل , وعند الثالثة تُشكل البنات جُمُلاً أطول وأدق لغويًا ويحتاج الأولاد إلى عامٍ إضافي لفعل هذا , ومن سن 2-4 تُدرك البنات أكثر من الأولاد بعض الفوارق الدقيقة في قواعد اللغة , هنَّ أقدر على الهجاء وأقدر على القراءة وأكفأ وأسرع في نطلق الكلمات الصعبة , مشاكل النطق وصعوبة الكلام " التأتأة واللعثمة " أقل بنسبة 80% في الإناث(2)  وكثيرٌ آخر لم أذكره .

لا شيء يَسْتَنَد عليْهِ تكهُّن الزوجان Gur سوى " التبرير " البحت وإستخدام " آية ظاهرة الوضوح تُجلي عظمة ( التصميم الذكي ) " وإستبدالها بقصَّة خُرافيَة كُتبت أحداثها في عقليْهِما وسيتلَقَفَها المُتلقي الذي لا يُحسن إكتشاف  ( القطعة المفقودة ) بينَ " المدخلات الصحيحة " وَ " النتائج الصحيحة " ألا وَهيَ  " العمليات المنطقية التي تُعَبِّد الطريق منطلِقَةً من المدخلات الصحيحة نحوَ الإستنتاج الصحيح " والتي لا يُعد الخيال وتأليف القصص إعتباطًا أحدها بكلِّ تأكيد .

إنَّ التفسير الوحيد لتفوُّق المرأة في قراءة وجوه كلا الجنسَيْن , هو أنَّ مخ الأنثى ( ذلك العضو المسؤول عن الذكاء والسلوك ( قد تمَّ تشكيله وإعداده سلفًا ليقوم بالمشاركة والتعاطف (3) على حدِّ تعبير د. سيمون بارون كوهين أستاذ علم النفس والأمراض النفسية في جامعة كمبردج , ذلك لتفهم إنفعالات رضيعها عن طريق تعبيرات وجهه سواءً أكان ذكر أم أنثى ذلك الرضيع الذي لا يُجيد الكلام .
ولأنَّها بطبيعتها سيِّدة المنزل والمربية الأولى فيه قبل الرجل فهي تحتاج إلى إستخلاص الحالة النفسية لصغارها ممن يُجيدون الكلام ولا يبتغونَ إليهِ سبيلاً فتقرأ ذلك بينَ زوايا وجُوههم فتُقوِّم أخطائهم وتصلح عثراتهم لتكون كل الفضل والفضيلة لها , ذلك أن قال فيها رسول الله " أمك , ثم أمك , ثم أمك " .. ومازال أنسال الهمجية والبدائية في جهادٍ ضدِّ العلم والدين باسمِ الإلحاد قُلِ العناد وسَمِّهِ غباء .

فإنَّ مقالتي هذه أخُصُّ بها أبناءنا وبناتنا المسلمين طلاَّب الجامعات في الداخل والخارج الذين يدرسون في مقرراتهم علم أعضاء الجسد و علم النفس أو علم السلوك ونحوِ هذا , أن يأخذوا من العلومِ " صحيحها " ويتركوا "التكهُّنات "  لأهلها الذينَ يُعاجزونَ في آياتِ الله فهُم أحقٌّ بظنونهم وعواقِبِها مِنْ سواهُم ممَّن لا يؤمنون بخرافاتهم وجنونهم إزاءَ ماضيهم البدائي والهمجي { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون }.

والحمدُ لله ربِّ العالمين .

--------
المراجع مأخوذة من كتاب " المخ ذكر أم أنثى ؟ " :
1- Gur, R. R. (1992): " Facial Emotion Discrimination " , Psychiatry Research 42, 231-240.
2- Kramer, J.H. (1998): "Sex Differences in verbal learning", Journal of Clinical Psychology 44, pp.907 – 15.
3- Baron-cohen, S. (2003): "sexual Differentiation of Brain" , Massachusetts Institute of Technology press, Cambridge, Mass.

منهجيَّة بحث اللاأدري



سُلَّم الأولويات لمنهجية بحث الاأدري :
1- هل العقل محدود
2- إمكانيات أدوات الحس
3- سُبُل الإستدلال
4- مصداقية الأخبار
5- تنقيح الأفكار
6- إعادة هيكلة المعتقد
7- البحث

الشرح / التوضيح :

- لماذا منهجية بحث للاأدري ؟
يقول دكتورنا السرداب (1) بارك الله فيه:
إن المنهج اللاأدري هو منهج ذاتي الهدم فاللأدرية تُدمر نفسها فهي تعتبر أن الإنسان يعلم أمورا كافية عن الواقع بحيث يمكن له ان يؤكد أن لاشيء يمكن معرفته عن الواقع ..!!! منهج غريب أليس كذلك ؟

والجملة السابقة يوجد داخلها كل ما يلزم لإنكارها لان الإنسان إذا علم شيئا عن الواقع لذا هو بالتأكيد لا يمكن له أن يُؤكد في نفس الوقت أن كل الواقع غير معلوم ...
وبعنى أكثر بساطة فاللاأدرية الكاملة ذاتية التدمير لأنها تفترض بعض المعرفة تختص بالواقع لكي تُنكر أي معرفة بالواقع !!!

وكما يقول أوغسطينوس : كُل من يشك يعلم أنه يشك وهو على وعي كامل بهذه الحقيقة على الأقل وتحديدا أنه يشك لذلك فإن كُل مَن يشك فإن قُدرته على الشك سوف تُقنعه بأن هناك شيئا ما يُسمى حقيقة .

مما سبق يتضح لنا أن المنهج اللاأدري لا يمكننا استيعاب أن يكون موقف حياتي دائم .. بمعنى ادق يُمكن ان يُفهم هذا الموقف الحياتي كموقف عارض أو مرحلي فمعنى ان يعيش الإنسان ويموت تحت هذا العنوان ( لا أدري ) هذا مُخالف لطبيعة الإنسان البشرية فلو كان الشك وعدم الفهم والرفض حالة مُريحة ومُمتعة ما حصل تقدم في حياة البشر ... فبما أنه يوجد تقدم في حياة البشر إذن البديهة المُركبة في البشر هي الوصول للحقائق والاستقرار عليها إذن النسبية والتذبذب مُخالفة لما فُطرنا عليها .... فاللاأدرية هي صِنف من أصناف انتكاس الفطرة ومخالفة البديهية العقلية كاللادينية !!!
 معلوم أنّ الإدارك في الإنسان العاقل الصحيح المعافى حاصل عن طريق سبيليْن لا ينفكّان :
أ- العقل .
ب- أدوات الحس كالعين وَ الأذُن .
ولأنّ فقدان شيء من الحواس لا يؤدي بالإنسان إلى الجنون , كان العقل أولى في حصوله على الدرجة الأولى من سلّم البحث ,
وتأتي بعده مباشرةً الحواس , وهذا مما لم نختلف عليه يكون النموذج نقول :
هل العقل محدود ؟
طبعاً واحدى أكثر الأدلّة وضوحاً :عَجَز العقل الإنساني عن الإبداع : أي إيجاد الغير موجود .
لنُلقِ نظرة على إختراعات البشر :
السيارة [ مقتبس من ] الخيل والبغال والحمير { لِتَرْكَبُوهَا } .
الطائرة [ مقتبس من ] الطيور { مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ } .
التكييف [ مقتبس من ] الرياح { مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ } .
المصباح [ مقتبس من ] الشمس { سِرَاجًا وَهَّاجًا }
وهكذا .... فكما نرى عقل الإنسان عاجز تماماً عن الإبداع جل مايقوم به هو [ الإقتباس ] كما نرى في المخترعات العلمية أو " المحاكاة " أو [ النسخ واللصق ] كما نرى مثلاً مع التماثيل ففيل ذا أجنحة وَ إنسيٌ ذو منقار ..!!
يقول الله سبحانه وتعالى في وصفه تقدّس اسمه { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } .
إمكانيات أدوات الحس ؟
أيضاً محدودة لعدّة محسوسات ومشاهدات منها محدودية السمع عند الإنسان وَ صور الخداع البصري , فلا يُمكن الإتكال فقط على الحواس أو الزعم بكفايتها .

وبهذا ننتهي من الدرجة الأولى [ العقل ] وَ الدرجة الثانية [ الحواس ] .
يبقى طريقة تفعيل العقل بشكل صحيح بعيداً عن السفسطائية وَ الحماقة الإلحادية أي : معرفة سبل الإستدلال .


ثالثاً : سبل الإستدلال :
  بديهيات(انظر هنا ) وَ مسلمات وَ حقائق علمية وَ معرفة المغالطات المنطقية وتجنبها .
يقول الفاضل سيف الكلمة عن المسلمات (2) :


المسلمات : لا يختلف عليها اثنين عبر الأزمنة مثل " الطريق المستقيم أقصر الطرق بين نقطتين " : كانت وما زالت وستظل صحيحة , لا تحتاج لإثبات عقلى أو فلسفى أو علمى لإثباتها لشدة الوضوح , ولا ينفى ذلك إمكان إثباتها بإحدى هذه الطرق ولكن هى من وضوحها لا يختلف عليها اثنين مهما قل علمهما ومهما قل إدراكهما للقضايا المنطقية والفلسفية ومهما قلت قدرتهما على استيعاب أساليب البحث التجريبية فهذه هى المسلمات ويشترك الجميع فى العلم بها .
وقيل في أوجه الإختلاف بين البديهية والمسلمة (3) :
- البديهية من بناء العقل ونسيجه أما المسلمة فهي من وضع العقل الذي ابتدعها بغية استعمالها وادخالها في سلسلة من المحاكمات .
- البديهية قضية واضحة بذاتها أما المسلمة فبالرغم من أننا نسلم بها مباشرة الا أن وضوحها يتوقف على ما يؤسس عليها من بناء رياضي منسجم .
- البديهية عامة أما المسلمة خاصة : فلكل علم مسلماته بل قد تتعدد المسلمات في علم واحد كما هو الحال في مجال الهندسة .
- البديهية حكم تحليلي محمولها يدخل في تركيب الموضوع أما المسلمة فهي حكم تركيبي لأن محمولها لا يدخل في تركيب الموضوع بل يضيف له.
ويستطرد بارك الله فيه [ أقصد أ. سيف الكلمة ] متحدثاً عن الحقيقة العلمية :

الحقيقة العلمية : هي نتيجة تثبت باتباح أسلوب البحث العلمى التجريبى بخطواته المعروفى لطالب الثانوى وللطالب الجامعى بدءا من تحديد مشكلة البحث وانتهاء بثبوت القانون العلمى مرورا بخطوات البحث العلمى من فرض الفروض وتحديد عينة البحث وأدوات اختبار صحة الفروض وجمع البيانات وتحليلها والخروج بالنتيجة العلمية وهى القانون العلمى وأى خلل فى خطوة من خطوات البحث العلمى تنقض النتيجة فلا تكون قانونا علميا والقانون العلمى قانون ثابت فهو حقيقة ويمكن تكرار إثباته بتكرار التجربة ومن أمثلتها قانون علمى :" المعادن تتمدد بالحرارة " فهذا القانون تم التوصل إليه بالتجربة وكل من يحاول إجراء التجربة بشروطها الصحيحة سيصل إلى نفس النتيجة .

أما المغالطات المنطقية فأشهرها :
1- المغالطة بالعرض : وهي استنتاج قاعدة عامة من حالة شاذة . مثال الحكم على سكان بلد معين بحسن الخلق أو الذكاء أو بنقيض ذلك من خلال مخالطة أحدهم ، وكما نحكم على الإسلام من خلال المنتسبين إليه .
2- مغالطة المصادرة على المطلوب ( مغالطة تحصيل الحاصل ) : وهي الحكم على شيء مسبقا قبل النتيجة، ثم البرهنة عليه بعد ذلك ، كأن يلقى شخص في السجن ثم يبحث له عن تهمة ، أوأن نستحسن نظاما أو دينا ثم نبحث بعد ذلك عن دليل .
3- مغالطة تجاهل المطلوب : وهي التي يتجاهل فيها الموضوع المراد أثباته بإثبات غيره فيتوهم السامع أنه قد اثبت الأصل وهو ما لم يحدث ، مثال ذلك : إذا سأل احدهم أين تذهب الروح عند خروجها من الجسد؟ . فيقال و أين يذهب النور عند إنطفاء الشمعة ؟
4- مغالطة التركيب : وهى تنشأ عندما يستعمل لفظ له نفس التعريف بمعنيين مختلفين :
[ مثل ] : كل عسل لذيذ >> [ يقول ] : العسل مائع >> [ النتيجة ] : المائع لذيذ .
5- مغالطة التقسيم : وهي التي تنشأ من تقسيم الأشياْء أو تحليلها ، مثل قولنا : العدد 3 هو زوج وفرد في نفس الوقت ، لأنه يتألف من 1، 2 .
6- مغالطة جمع المسائل في مسألة واحدة : وهي الجمع بين متضاديْن والإجابة عنهما بجواب واحد . مثل أن يقال لك : هل القميص الذي كان يرتديه فلان اسود ام ابيض؟ [ فتجيب ] : فقط بنعم .
7- مغالطة الشك : الذي يشك لا يصدق بالحقيقة . بينما ينسى أن شكه صدق وحقيقة . أي أنه لا يشك بأنه يشك , أو الذي يشك في حقيقة الوجود ويتغافل عن وجود شكه ووجود ذهنه الذي يقوم بعملية الشك .
8- مغالطة النرجسية والغرور : وهي أن يعتقد الشخص أنه الأفضل دائما من الغير ويقلل من شأنهم ،فيشعر نفسه أنه الأحسن في كل شي ولايستطيع غيره بلوغ فعله أو الرقي إلى منزلته ويظن ان الجهد المبذول من قبله هو أضعاف الجهد عند الغير فيوهم له أنهه الأفضل. (4)

وعموماً فإن سبل الإستدلال تفضي إلى اليقين ومعلوم من تشوّه مفهوم اليقين عند اللاأدريين ولكنني أظن أنّ سبل الإستدلال تغطي هذا الجانب + مصداقية الأخبار ( أو ربما نفرد له درجة بعدهما ؟؟ ) .

رابعاً : مصداقية الأخبار :
ولأنّ الأديان عادةً ماتصل إلى الجيل الجديد [ نقلاً ] أفردْتُ قياس مصداقية الأخبار في درجةٍ كاملة .
أ- أديان وضعية : لا يُفكر بها عاقل .
ب- أديان سماوية :
1- اليهودية : خاصة بأهلها .
2- المسيحية : فيها من التناقضات الصارخة مالايقبل بها عقل [ سبق معالجته في درجة " سُبُل الإستدلال " ] .
3- الإسلام : دين عالمي { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ } , مقنع جداً ومنطقي { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } , يدعو للفضائل وينبذ الرذائل { وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ } , قابل للتطبيق { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } , يدعو للتكافل الإجتماعي بل و يخبر كلاً بحقوقه فكيف علم الفقراء أنّ لهم حق في مال الأغنياء { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ , لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } , وهذا ابن خلدون يؤسس علم الإجتماع وفي مقدمه يستدل بآيات الله ويشاهد الواقع ويقيس ويستنتج , والعلماء يبذلون قصارى جهدهم كل حسب تخصصه { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } لأنهم لا يريدون أن يكونوا { كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا } بل ويتنافسون { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } , بالله أذكر ماذا بل أغفل عن ماذا وماذا ؟؟
لننتقل إلى [ النقل ] في الدين الإسلامي , إذا اسقطنا أصحاب الهوى نجد [ كل ] وعلّني إن شاء الله لا أبالغ إن قلت [ كل ] من يشكك في مصداقية النقل في الدين الإسلامي هو أحد اثنين :
1- ملحد كافر بالله فلا يؤمن بأنّ الوحي محفوظ بحفظ الله أو لا يؤمن بالوحي أصلاً .
2- جهول بـــ [ علم الرجال / علم الجرح والتعديل ] , بل وجهول أيضاَ بـ[ طرق النقل ] .
أمّا الأوّل فلا يُرجى منه الإعتراف بالوحي إذ هو أصلاً لا يعترف بمنزل الوحي .
أمّا الثاني فهو [ منكر للسنة ] أو [ لاأدري ] يبحث عن مصداقية الأخبار .
أظن على الاأدري هنا أن يدرك أمر مهم ألا وهو [ إمكانية نقل الأخبار الصحيحة عبر سلسلة من الرجال الثقاة وصولاً إلى الراوي نفسه ] وليعلم أننا أمة الإسلام منهيون من ربنا الذي نعبده عن تداول الأخبار الغير مبرهن على مصداقيتها لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } .
يُنْظَرْ هُنَا .

خامساً: تنقيح الأفكار :
وبعد أن أصبح للاأدري رؤية أخرى مختلفة تماماً عن حاله في بداية الهرم , عليه أن يقف وقفة جادّة مع نفسه وينقح أفكاره ليرى العالم بمنظوره الجديد الأوسع أفقاً .

سادساً: إعادة هيكلة المعتقد :
سيحتاج اللاأدري بمعطياته الجديدة أن يعيد هيكلة معتقده وينظر في أمره وأظن هذه هي الخيارات :
1- مستحيل أن ينتكس اللاأدري ملحداً مادياً صرفاً وخصوصاً بعد إدراكه لمحدودية أدوات الحس , لذلك أظنه سيبحث عن الغائية أو المصمم الذكي .
2- أن يقتنع من درجة [ مصداقية الأخبار ] بمصداقية الإسلام وعظمته ولا تبقى له حجة في تكذيب محمد صلى الله عليهِ وسلَّم .

والسلامُ على من اتَّبَعَ الهُدى ,

----------------------------
1- اللاأدرية ... إسقاط من الداخل ..! د. السرداب .
2-  هل ما يسمى بالمسلمات العلمية حجة على الأديان ؟؟
3- منقول عن : http://www.onefd.edu.dz/
4- سامر حريري : 5جمادى الاخر1430 / 30ايار2009 [ ذكر أن المغالطات لأرسطو ] .


29 نوفمبر 2011

تفصيلٌ في قول الأعرابي | الإيمان بالله أصل البديهيات

بسم الله ..
ويرفض أهل الضلال رفضاً خالياً من أي منطق : أنّ يكون الإيمان بالله أمر بديهي وفطري وقد يسمع لإفترائهم بعض المتشككين ! ,
فهذا مخططٌ يسيرٌ بإذن الله * : يُوضّح أنّ الإيمان بالله أمرٌ بديهيْ فطريْ , وعلى مَن يعترض على ماجاء فيه أو بعضٍ منه , فاليُشمّر عن ساعديْه ويُحاور عن علمٍ وبِبُرهانٍ مُبين .



* لتحميل المخطط ورؤيته بحجم أكبر للإمعان فيه وتحليله فضلاً " انقر هنا " .
وإن استشكل عليْكَ شيء , فمرحباً بإستفسارك :)
والحمد لله رب العالمين .

6 ديسمبر 2010

تطهير عقول العقلاء من مايكروبات أهل الشقاء .

قال الله سبحانه وتعالى { يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ }

يقرأ المسلم / المسلمة هذه الآية موقناً أنه على صواب و أن الإسلام هو الدين الصحيح , ولأن المسلم بفطرته و شرعه و أسوةً بنبيه - صلى الله عليه وسلم - , يُحب الخير للجميع مازال يقول أمّتي أمّتي , فما إن يرى ضالاً إلاّ ويهرع لنصحه و إرشاده و ربما دخل معه في حوار ينقلب إلى جدال ما يلبث إلاّ أن يخرج المسلم من هذا النزال مهزوماً موسوساً متشككاً و قد تمكّن مايكروب الشبهة من قلبه أو لامس عقله , ذلك لأن الإيمان لم يملأ قلبه بعد وهو قليل علمٍ بالدين بل جاهلاً في كثير من أموره و علومه .
فيُصاب بدوارٍ من عظيم التفكير , و يبكي بكاءً مريراً من التشكيك والحيرة , و تتراكم في ذهنه الأسئلة حول الشبهة وإذا بالمايكروب الصغير بنى له مستعمرة نتنه تصير خطراً يهدد صحة عقيدته .!

فيهرع للتداوي , إما بكتب النور أو بكتب الضلال .
فكتب النور وتوازيها المواقع الإلكترونية , تلك التي ترد الشبهات على إختلافها ومهما كانت مصادرها سواء أكانت فكرية أو عقائدية , فيبيت الليل و يصبح وهو يقرأها و يدرسها ويعلّم على المهم منها , وقد يصنع منها ملخصات و تصنيفات , حتى يسهل الرجوع إليها وقت الحاجة , وإذا به يحمد الله أن لم تتمكن منه مايكروب الشبهة و قد تدارك نفسه ,
فإذا به بعد وقت من الزمن ضليعاً في تفنيد وتفكيك تلك الشبهة ومايكافؤها أكثر من معرفته بتفسير سور القرآن .
و يحفظ الكثير من مقولات الأوغاد و سطورٍ من الرد عليها أكثر من معرفته بالأحاديث النبوية.
ويعرف سيرة حياة صاحب النظريات التي تعلّم دحضها أكثر من معرفته بعمالقة التاريخ الإسلامي والعالمي الذين غيروا العالم .
ويعرف ما تعنيه المصطلحات الشيطانية أكثر من علمه بمفرادات لغته العربية

فيخرج من هذا والدين عنده ( شبهة ورد ) , ولربما يدخل في ذات الدوّامة ويصاب بمايكروب جديد إذا ماواجهَ شبهةً حديثة .!

 

وإمّا أن يهرع لكتب الضلال الذي نصحه بها أصدقاء السوء , وتوازيها المستنقعات الإلكترونية , فيحشو بها عقله , ويملأ قلبه بالمادة , فيغتال الأخلاق , ويكفر بالعواطف , و يشرك فيعبد مع المادة هوى نفسه , و قد سار خلف شيوخه من كبار أهل التيارات الفكرية الفلسفية النفسية , لا يناقشهم بالعقل ولا هم بطائلهم , ولا يكتفي بكومٍ من المقالات الصدئة و الدراسات المزوّرة , ويعيش ضالاً و يموت ضالاً .

فيخرج من تجربته لمحاربة أهل الكفر بأن انتمى إليهم و ينحشر معهم إن لم يبحث عن الحقيقة .


يسأل سائل , وما أنا بفاعل , أردت نصحهم فأثاروا الشبهات تباغتني في كل لحظةٍ وحين ؟!
1- تذكر أنك مسلم و استعذ بالله مما أنت فيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا يزال الناس يسألون حتى يقال هذا خلق الله فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله " على روايات " فليتفل عن شماله .." وفي رواية " فلينته " ... الخ 
2- راقب منهج تفكيرك , إن الله سبحانه أمرنا بالتفكر في الكون , ونهانا عن التفكير في الله , كيف , ولماذا , وماذا ... إلخ
قال تعالى حتى يريح عقولنا ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) , و
نقل ابن رجب في جامع العلوم " قال إسحاق بن راهوية لا يجوز التفكر في الخالق ويجوز للعباد أن يتفكروا في المخلوقين بما سمعوا فيهم ولا يزيدون على ذلك لأنهم إن فعلوا تاهوا قال وقال الله عز و جل وإن من شيء إلا يسبح بحمده الإسراء ولا يجوز أن يقال كيف تسبيح القصاع والأخونة والخبز والمخبوز والثياب المنسوجة وكل هذا قد صح العلم فيهم أنهم يسبحون فذلك إلى الله أن يجعل تسبيحهم كيف شاء وكما شاء وليس للناس أن يخوضوا في ذلك إلا بما علموا ولا يتكلموا في هذا وشبهه إلا بما أخبر الله ولا يزيدوا على ذلك فاتقوا الله ولا تخوضوا في هذه الأشياء المتشابهة فإنه يرديكم الخوض فيه عن سنن الحق".
 3- مهم جداً أن يتعلم المسلم عن دينه أكثر , فتتكامل عقيدة , و يمتليء قلبه بالإيمان , و يوقن إيقاناً صحيحاً لا شك فيه أن هذا القرآن من عند الله , و أن محمداً -عليه السلام - لم ينطق عن الهوى , و أن دينه منهج حياتي متكامل , فلا نقص فيه ولا علّة , ولا يحتاج للتعديل أو الإضافة وما به من نقصان قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ ) , ولهذا كان خطأ من تدارس كتب النور و إن كانت قد وفّت وردت على الملاحدة أنه ماتعلم شيء في دينه لم ويضف لمحصلته المعرفية الشرعية شيء . 
4- مهم جداً :